يتعرض الانسان خلال مسيرة حياته الي الكثير من العراقيل والصعوبات التي قد تجعله عاجز عن الاستمرار في أداء مهامه بل وقد تتسبب في اخفاقه وانتكاسته. الإخفاق وتكرار حدوثه يفقد الانسان توازنه ويحبطه ويزيد من معاناته وصراعه الداخلي بل وقد يشككه في ثوابته ويدفعه الي البحث عن تغير منهج حياته، وفي بعض الأحيان ربما قد يطيح بعقائده الأساسية. ولكن دعونا نتفق ان معظم الإخفاقات مبعثها ضعف داخلي،
فبالرغم ان العوامل الخارجية السلبية لها تأثير مباشر علي زيادة معاناة الانسان وقد تتسبب في تغير اولوياته، الا ان هذا التأثير يظل محدودا ما لم يكن هناك قابلية واستعداد داخلي. لذا من الضروري لمن أراد أن يتغلب على الكثير من اخفاقاته ويتخلص في نفس الوقت من قيود الإحباط أن يتجه إلى عمق نفسه فيقوم بتقويمها ومن ثم إعادة شحنها.
يجب ان نتذكر ان الإحباط يحدث نتيجة تراكم الإخفاقات وان حدث فهو لن يدوم طويلا ويمكن للإنسان التخلص منه بل وتحويله الي تفاعل داخلي ينمو رويدا رويدا ليتحول الي قوة دافعة وحماس إيجابي يساعده على حل مشاكله وتجاوز ضعفه، لذا علينا أن نغير نظرتنا للإحباط وان نتعامل معه بشكل مبسط وبنظرة فيها الكثير من التفاؤل. أولاً علينا ان نعي جيدا انه لا وجود للفشل المطلق؛ بل مع كل فشل هناك خبرات وتجارب تضاف لنا، وهي لا شك تزيد من قدراتنا وقد تساعدنا على الانطلاق من جديد، ولكن لنضمن سلامة الانطلاق علينا ان تتخلص من الضغط النفسي المصاحب للإخفاق بإعطاء أنفسنا حاجتها من الراحة والتوقف للمراجعة من حين الي اخر ، فالوقفات التأملية قد توضح لنا أشياء وعادات ارتبطت بحياتنا وكنا نراها إيجابية ونكتشف كم هي معيقة ومعرقلة لنجاحنا. أخيرا، لكي ننجح ربما من المفيد ان ننظر إلى كامل الصورة وان ندرس جميع الخيارات والحلول الممكنة فربما نكتشف سبيلا أكثر فعالية، يساعدنا على تجاوز مشاكلنا بدون الاضطرار الي دفع الكثير من التضحيات.